الصورة التقطت بتاريخ ٢٨/١١/٢٠٢٢
دخل شقيقي عامه الـ17 في صيف عام 2021، وهو أصغر أفراد العائلة. نحن عائلة تنحدر من قرية في شمال العراق في إقليم كردستان، لم يعد يريد البقاء هناك بعد الآن، فقد أراد الذهاب إلى أوروبا مثل الكثير من أصدقائه
أخبره بعضهم بأنه من السهل الحصول على تأشيرة للسفر إلى بيلاروسيا، حيث يمكنه بعد ذلك متابعة رحلة الطريق إلى أوروبا بمساعدة المهربين. كان يبدو الأمر من إسطنبول أنه يتعلق فقط بركوب الطائرة إلى مينسك. وأصبح الحصول على تأشيرة الدخول إلى بيلاروسيا فجأة أمراً بغاية السهولة
بمجرد أن وصل إلى بيلاروسيا تواصل مع المهرب بغية الوصول إلى ألمانيا مقابل مبلغ ستة آلاف يورو، في الليلة التي سبقت ذهابه إلى الحدود البولندية، أخبرني أخي بأن المهرب هو شخص جاء من قرية قريبة من بلدتنا في كردستان، وقد ميز ذلك من اللهجة. التقى مع المهرب في مينسك، وبعدها ذهب إلى الحدود البولندية بالحافلة
أخبره المهرب مع باقي أفراد المجموعة بأن العبور سيستغرق ساعات فقط، لكن لم يحالفهم الحظ حيث كانوا قد خططوا للعبور في اليوم التالي من إرسال القوات البولندية تعزيزات عسكرية على طول الشريط الحدودي
قال له المهرب: "بمجرد عبورك للسياج الحدودي إلى بولندا، ستأخذك سيارة. من الأفضل أن تترك حقائبك جانباً لتسافر بخفة"، كان قد احتفظ بسترته وهاتفه فقط، علقت سترته على الأسلاك الشائكة أثناء عبوره للسياج فتركها هناك ليحرر نفسه من الأسلاك
قبضت عليه الشرطة البولندية فور عبوره السياج الأول، وأجبروه على العودة إلى بيلاروسيا. لم يكن لديه سوى ملابسه وهاتفه، اتصل بي ليقول ما حدث، كان خائفاً، وغير متأكد إن كان يجب عليه العودة إلى المنزل فقط، حاول أن يطلب من بعض ضباط الشرطة البيلاروسية توجيهات للذهاب إلى مينسك، أخذوا منه هاتفه وقالوا له إنه لا يستطيع العودة إلى مينسك، كان يجب عليه حينها الذهاب لبولندا. بعد ذلك فقدنا كافة الاتصال به ولم نسمع أي شيء عنه لمدة لـ11 يوماً
بدأ الناس من قريتنا وأصدقائنا بزيارة منزل والدي لتقديم تعازيهم، كان الأمر كما لو أننا نقيم عزاء لروحه بالفعل
ولكن بعد ذلك اتصل
لقد نجا بعد أن أكل العشب ووجد أشخاصاً آخرين شاركوه حتى اللباس. قال لي إنهم كان عالقين على الحدود. لم يسمح الجنود البولنديون لأي شخص بالدخول، وأيضاً لم تسمح لهم الشرطة البيلاروسية بمغادرة المنطقة الحدودية والعودة إلى مينسك
كان عليه أن يشارك الملابس ويتبادل البطانيات والمعاطف ليلاً مع أشخاص آخرين للتأكد من حصول الجميع على القليل من الحماية من البرد. كان أخي شاباً مفتول العضلات قبل مغادرته إلى بيلاروسيا، عندما اتصل، قمنا بتشغيل الكاميرا ورأيت وجهه، وقتها لم أستطع التعرف عليه من مدى نحافته
الشيء الوحيد الذي أمكنني فعله لمساعدته كان تعقب عائلة المهرب وتهديدهم، تعرف صديق من مدرستي على اسم المهرب، كان يلقب كناية عن جبل قرب قريتنا
بعد المزيد من الأسئلة حوله، فهمنا من هو هذا الشخص، وتوصلت معه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنا لست فخوراً بهذا، ولكن كان عليَ أن أهدده لأرتب ممراً جديداً لأخي
تم بيع أخي من مهرب إلى مهرب خلال الأيام التالية، أخيراً مع المهرب السادس وجدنا صفقة جديدة، خلال عبور الشريط الحدودي أجبروه على حمل امرأة تبلغ من العمر 60 عاماً على ظهره لمسافة تسع كم داخل الأراضي البولندية
عندما وصلت السيارة لأخذهم على الجانب الآخر، لم يكن لديهم المساحة الكافية للجميع، لذلك أجبر أخي وثلاثة شبان آخرين على انتظار سيارة ثانية، انتظروا لمدة ست ساعات، في مرحلة معينة خلال هذه الفترة كان الجنود البولنديون الذين يقومون بدوريات في الغابة قريبين جداً منهم لدرجة أنه تمكن من رؤية أربطة حذائهم
في النهاية وصلت سيارة ثانية، أخذتهم عبر بولندا إلى محطة القطار القريبة من الحدود الألمانية، حالياً هو في المملكة المتحدة، لقد خاطر بحياته للوصول إلى هناك
أجريت المقابلة في شهر يونيو (حزيران) 2022 السليمانية، إقليم حكومة كردستان